القيم الاجتماعية ... كيف ضاعت ؟
المروءة والنجدة ، الشهامة والشجاعة ، حماية الجار وكرامة الآخرين ،
حقوق الوالدين واحترام الكبير ، كلها قيم اجتماعية عاصرتنا منذ القدم ،
تعلمناها فى المدارس واكدت عليها الاعراف والعادات الاجتماعية كاحد انماط
السلوك الاجتماعى القويم ....فكيف اضعناها ؟؟ ...
وما اثار انتباهى لهذا الموضوع أنه وبالامس القريب قام احد الشبان
باطلاق النار على والديه وهما نياما ، وبداعى حاجته لأموال والده فأرداهما قتيلين ...
يا الهى هل هو حدث عابر لنمر عليه ؟؟؟
كان الجيران قديما يعتبرون جزءا من الاسرة ، ياكلون سوية ، ويتبادلون
الاحاسيس ان كانت سعيدة ام حزينة ،
فذاك يؤجل فرحه لأن جاره قد توفى ، وذاك يخفض صوت المذياع
لأن جارته طالبة تقدم الامتحانات ، اما اليوم فلسان حال الجار يقول لجاره :
وأنا مالى وشو دخلنى فيك .ترى بيت العزاء هنا وبجواره صالة الافراح تغنى وتشدو ،
وكل فى سبيله يمضى ، لأن أواصرالترابط الاجتماعى قد انهارت تماما .
كنا نرى مشاهد الرحمة لكبيرنا ، فذاك يعينه على السير ويمسك بيده ليعبر به الطريق ،
وذاك يحمل عنه متاعه ،
كنا نرى الشاب يدافع عن جارته وعرضها ، واليوم يحاول هو غزو بيت الجيران بكافة الطرق .
صراعات نراها اليوم داخل البيت الواحد قد تكون حول الميراث ، وقد تكون حول الانتماءات التنظيمية ،
وقد تكون لكسب أموال الوالدين بصورة اكبر من الآخرين .
كان الاخ يعاقب اخاه حين يرتكب الخطأ ، وكان العم يعاقب ابن اخيه لنفس الاسباب ،
أما اليوم فلا تكاد تجد هذه الصور الجميلة ، فلربما لو أن عما تدخل اليوم لاصلاح ابن اخيه ،
لقامت الدنيا دون ان تقعد .
لقد أضعنا القيم ، لاننا تمسكنا بالتكونولوجيا المعاصرة ووسائل الاتصال التى باعدت
بين الفرد وجماعته ولم تقربهم كما يظن الآخرون ، فانك اصبحت ترى المجاملات تتم عبر وسائل الاتصال ،
فقد تصلك رسالة عبر الايميل تهنئك بنجاحك او زواجك او قد تكون للتعزية فى حبيب ،
وقد اصبحت بديلا عن المجاملات الحسية والواقعية ، فتباعدت القلوب واندثرت القيم .
ترى ؟؟؟ هل يمكننا القول ان قيمنا قد ماتت بالفعل ؟؟
ترى ؟؟ هل من أمل فى عودة قيمنا المندثرة ؟؟؟
اعتقد جازما ... لا
فماذا ترون احبتى واخوتى ؟؟؟